موضوع جدير بالإهتمام ,, لأنس يمس حياة الإنسان اليومية , ويؤثر على تفكيره وكلامه وسلوكه سلبا وإيجابا ,, داخل البيت وخارجه ,, الحوار والنقاش والجدل , فطرة الله التي فطر الناس عليها , به تنشأ وتتقدم دول وشعوب , وبه تدمر حضارات ومدن وبيوت ,, وللحوار الناجح شروط وآداب , وأسس وقواعد , لا بد من توافرها ومراعاتها وأهمها :
1 ـ الثقافة العامة ,, كلما كان الرجل والمرأة على دراية واطلاع واسع على مختلف العلوم من خلال القراءة المتنوعة التي تبدأ بالدين وعلومه وعلوم الإجتماع والسياسة والإقتصاد وغيرها ,, كلما زادت وتنوعت هذه المعارف كلما ساعدت على توسع الفكر وبعد النظر ومعرفة التجارب وستصبح الدليل والحجة على صحة الرأي عند النقاش ,,
2 ـ لا حوار مقنع إلا إذا صاحبه الدليل ,, وكلما كثرت الأدلة كلما اقترب الحوار من النجاح وحصول الإتفاق ,, والملاحظ أن أغلبنا يحاور بلا دليل ولا حجة ولا برهان ,, بسبب سطحية الثقافة والمعرفة ,, يناقش بأحاسيس ومشاعر وعواطف فد لا تجد قبولا من الطرف الآخر لأنها بلا دليل ولا تجربة ولا هي مشاعر عامة عند كل البشر ,,
3 ـ التسرع في الأحكام ,, لأننا لا نعطي فرصة لتحقيق الآراء والتأكد من سلامتها ,, وخاصى التي تكون قابلة للتطبيق والتجربة حتى نتأكد من صحتها وسلامتها أو خطأها وعدم نفعها ,, مثل عمل المرأة المتزوجة , الزوجة تريد العمل والزوج يرفض ,, وكلما تحاورا اختلفا ,, بالرغم من أن لكل دليله وحجته على سلامة رأيه ,, ولو إتفقا على تجربة العمل ولو لمدة أشهر لاتضحت الحسنات والعيوب واتضحت معها وجهة النظر المحقة والصائبة ,,,
4 ـ أدب الحوار ,, ينقصنا نحن العرب هذا الجانب ,, في مؤسساتنا الحكومية برلمان حكومة مدرسة جامعة تلفزيون , وفي بيوتنا ومع أصدقائنا ,, والسبب ,, أننا نشعر بالنقص في كل جوانب حياتنا ,, الإسلام مشوه والعروبة ,, والوطن فوضى , والعمل مربك , والحاضر قلق , والمستقبل رمادي , شعور سائد لدي الجميع ولو اختلفت مسنوياتهم العلمية والمادية , حتى أصبح كل فرد يمثل فلسفة خاصة في فهمه للكون ونقده وتعامله ,, وانعدم الإتفاق الجماعي والذوق الجماعي والرأي العام الجماعي والخلق الجماعي ,, فكان الفصام في الشخصية الفردية والجماعية ,, هذا وغيره جعل حوارنا قليل الوقت وعديم الصبر وسريع الغضب والقوة سلاح النصر , التهديد والوعيد وربما حتى الضرب والقتل ,, والويل للضعيف والبريء ,, رفاهية الشعوب واستقرارها وأمنها وحرية الفكر والثقافة وانتشار وسائلها والقوانين العادلة نصا وتطبيفا وبمساواة , تساعد على نجاح أي حوار سياسي أو علمي أو في البيت والأسرة ,,
5 ـ أخيرا ,, الخوف من الله ,,,,,,, كلما اقترب العبد من الله هانت عليه الدنيا وما فيها ,, ويكون قول الله : ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ,, كعداد الكهرباء والماء ,, بنظم أفكار وبختار ألفاظه ومواضيع نقاشه وحواره ,, بجليل الحكم وأرفع الكلمات وأجمل العبارات ,, وهو يتمثل قول الحبيب : خير الكلام ما قل ودل ,, والحكمة القائلة : من كثر لغطه كثر سقطه ,, والحكمة التي تقول : كثرة الآراء مفسدة كالفدر إذا كثر طباخوها فسدت ,,,
الخلاصة ,, من يتق الله ويراعي يوم لقائه : يكون جادا في حوار صادقا في كلامه حسن النية وحسن الغايات متواضع لين مرن هين ,, يعذر ويتجاهل بعض الهفوات من محاوره ,, يسعى للخير بدون أنانية ولا فرض رأي وشخصية ,, يستعن بالله حتى لا يخطيء , وإذا أخطأ يعتذر , يحسن السماع كما يحسن الرد , لا يعلق باستهزاء ولا يحقر ولا يصغر , بل يضع الناس في منازلهم ويخاطبهم قدر عقولم بلا نفاق ولا خوف ولا طمع ,,,,,,,,,,,, حالنا سيء , لسنا مؤهلين لنكون محاورين بنائين ,, عذرنا تاريخ من القهر والتخويف من مئات السنين رضعناه حليبا ,, وتدربنا عليه من عصا المعلم وفلقته , إلى قهر الوالدين والشارع ثم العمل ,, فلا تأهلنا لا رجالا ولا نساء ,, كي نبيني بيوتا نربي أطفالا كما يحب الله ونحب وكما يجب ,, ولن نتقدم حتى نكونوا جميعا أهلا لحوار يبني أمة ووطن ,, ولعله يكون قريبا ,,
العرض العادي
